يواجه شمال لبنان تحديات هيكلية واجتماعية اقتصادية كبيرة. إذ ينقسم اقتصاد شمال لبنان إلى حد كبير بين الزراعة المهيمنة في عكار والمنية -الضنية، والاقتصاد الحضري القائم على الصناعة والخدمات في طرابلس. والإنتاجية في هذه القطاعات المختلفة منخفضة نسبياً. وقد أدت عقودٌ من انعدام الأمن السياسي والمجتمعي والاجتماعي إلى إعاقة الاستثمار، وتقليص النمو وفرص العمل، وتعزيز هجرة أصحاب المواهب إلى الخارج. كما كشفت آخر بيانات الفقر أن 36 بالمئة من سكان الشمال فقراء، بحيث تجاوزت هذه النسبة معدل الفقر على الصعيد الوطني الذي يبلغ 27 في المئة. وتحتل هذه المنطقة المرتبة الثانية بعد البقاع، حيث يقل فيها العدد المطلق للفقراء. ويتم تقييم منطقة طرابلس والمناطق الشمالية النائية المجاورة لها، بما في ذلك مناطق عكار، باعتبارها من أكثر المناطق هشاشة في البلد. وتشير الدلائل إلى أن هذه المنطقة تعاني مستويات عالية من عدم المساواة. وقد تفاقمت تحديات التوظيف بالنسبة للبنانيين في هذه المنطقة، وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر فقراً، بسبب هشاشة البلد وتاريخ الصراعات فيه، وكذلك بسبب تدفق أكثر من 5،1 مليون لاجئ سوري في الآونة الأخيرة. ويؤثر ذلك تأثيراً قوياً على طرابلس والشمال حيث تبلغ نسبة اللاجئين بالنسبة لعدد السكان 32 في المئة تقريباً، والتي تضم 29 في المئة من مجموع اللاجئين (أو 445 ألف شخص). ويفرض ذلك ضغوطاً متزايدة غير مستدامة على الخدمات الاجتماعية وسوق العمل. |
.